غزة - عبد الكريم السموني
صارحته بما أنوي القيام به، -تقرير صحفي يتناول قضية المنشطات الجنسية مجهولة التركيب والمصدر- وأكدت له بالعهود والمواثيق ألا أتسبب في إيذائه أو الكشف عن هويته، ما أريده هو خدمة المجتمع والحفاظ على صحة أبناءه، فما كان من صديقي العطار ع.ز إلا أن وافق مباشرة على مساعدتي وتيسير مهمتي بل وغدا مؤمناً بفكرتي وعرض علي خدماته.
شعور بنشوة الانتصار والنجاح انتابني وأنا لا زلت أتخطى العتبات الأولى لتحقيقي الإستقصائي الحساس عندما كسبت هذا المصدر الثمين.
والآن قلي ما هي المنشطات التي يقبل الزبائن على شرائها؟ رد علي بصوت خافت وقال لي اتبعني، مشيت خلفه حتى تمترس خلف مكتبه المتمركز في أقصى زاوية المحل المكتظ بكافة أنواع الأعشاب والبهارات التي أزكمت أنفي.
مد يده إلى مفتاح علقه على جانب بنطاله وفتح دولاباً صغيراً وأخرج منه عدة علب كرتونية بدا من ظاهرها والصور والعناوين التي طبعت عليها أنها منشطات جنسية، قلت له ما هذه؟ قال: "هذا دهان برهم للرجال ويوجد نوع اخر للنساء"، ولماذا أنت تخبأه هنا؟ قال: "هذا المنتج ممنوع من العرض والبيع ونحن نبيعه بالسر، أتبعته بسؤال ثالث وهل تعرف مكوناته؟ قال: لا لكنهم يقولون إنها مكونات طبيعية مستخلصة من الأعشاب.
منشطات جنسية في مكان سري في أحد محلات العطارة
إحدى علب المنشطات وتحتويى على عدد من العبوات الصغيرة
فتحت
إحدى العبوات وقرأت الدليل والذي تضمن المكونات واكتفى بالقول إنها من الأعشاب
الطبيعية فقط، بالإضافة لإحتواءها على دليل الإستعامل، وعنوان بريد لمصنع هذا العقار، الجدير بالذكر أن لدي حالات تحدثت إليها وقد أكدت لي أن هذا العقار له
العديد من المضار السلبية والأعراض على من يستعمله سيتم إيرادها بالتفصيل خلال
التحقيق.
أحسست بشعوره بالأمان اتجاهي عبر اجاباته المتتالية ما دفعني لطرح ما في جعبتي من أسئلة أخرى دون تردد،
قلت له من أين تشتريه؟ قال لي من بائع متجول يقود دراجة نارية "تك تك" يأتي إلي كل أسبوع، سألته عن فعاليته؟ فقال لي بكل صراحة أنا غير مقتنع به ولا أستعمله شخصياً، قلت له وكيف تبيعه لغيرك ؟ رد علي: شدة الطلب عليه دفعتني لجلبه والعائد المادي الذي أجلبه من وراء هذه التجارة جيد جداً لذا أبيعه.
سألته هل هناك أموراً أخرى تبيعها لذات الغرض فأشار لي بيده نحو أحد الرفوف، هل تشاهد تلك العلبة التي تحتوي على صورة رجل وامرأة؟ هذا المنتج يقبل الكثير على شراءه رغم أنه سبب لي مشكلة كبيرة في إحدى المرات، سألته من المشكلة؟ فقال لي:"في إحدى المرات قدمت إلي امرأة في العقد الثالث من العمر وطلبته منى وابتاعته وبعد يوم جاءت إلي هي وزوجها وأخذا يصرخان في وجهي وهدداني بتبليغ الشرطة، قلت لهما ما الأمر؟! فاتهماني ببيع السموم ومواد لا فائدة منها بل على العكس من ذلك، قلت لهما هذه مواد طبيعية كما هو مدون عليها ولا ذنب لي، فأنا مجرد بائع.
سألته بتعجب ولماذا تضع هذا المنتج على الرفوف على عكس بقية المنتجات ففاجئني بأن وزارة الصحة تسمح ببيع هذا المنتج وقال لي لو تعلم وزارة الصحة بضرره لما سمحت بذلك!
ويتابع صديقي العطار قوله أتت إلي امرأة أخرى وطلبته مني إلا أني رفضت بيعه خوفاً من الوقوع في مشاكل مع الناس، طلبت سعراً كبيراً لكنها أصرت على شراءه رغم ذلك، وفي النهاية صارحتها بالأمر ورفضت بيعها.
صورة المنتج
هذا المنتج من الممكن أن نسميه "تسعة في واحد" فهو مستخدم لعلاج الضعف الجنسي والإنفلونزا ووجع المفاصل والوقاية من الشيخوخة المبكرة والآلام وتقوية الغدد الخ ... كما هو مدون على الغلاف!!
صورة من زاوية أخرى للمنتج
سألته في النهاية قلي بصراحة من هي الفئة الأكبر التي تتردد عليك لشراء هذه المنشطات؟ ففاجئني عندما قالي لي الفتيات والعاملات في محلات الكوافير!! قلت له ولماذا تشتريه الكوافيرات قالي لي: "يتم بيعه وترويجه داخل هذه المحلات بأسعار خيالية، قرابة الـ 20 دولاراً فيما تشتريه بثلاثة دولارات فقط!"؟
ويتابع صديقي العشريني حديثه بعد أن أخرج من دولابه السحري عبوة صغيرة من البلاستيك كتب عليها cafe sex وقالي لي هذا أحد المنتجات التي تقبل أصحاب محلات الكوافير على شرائه مني، حتى أنها قالت لي من الضروري أن تأتي إلينا بهذا المنتج باستمرار ولك ما تريد!.
المنتج الذي تقبل على شرائه محلات الكوافير لبيع بأسعار خياليه
ودعت صديقي العطار بعدما سطرت كلماته في نوتتي الصغيرة على أمل اللقاء به مرة أخرى وعلى أمل مساعدتي في الوصول والحصول على معلومات هامة ومواد اخرى كما وعدني في زيارة قريبة.
خريطة تفاعلية تظهر نقاط تهريب المنشطات وبيعها في قطاع غزة
(للعلم / هذا النص الأولي والأول الذي قمت بانجازه على خطوة انجاز التحقيق بالكامل وتحقيق أهدافه المرجوة إن شاء الله).
